كل منظمة أو شركة، سواء كانت ربحية أو غير ربحية، تطمح إلى النجاح وتحقيق الأثر والاستدامة. ولتحقيق هذه الأهداف، يتطلب الأمر وجود قائد يمتلك رؤية واضحة وقدرة على توجيه المنظمة نحو تحقيق أهدافها. من خلال خبرتي في العمل مع جهات حكومية والخاصة، تعلمتُ أن القيادة الناجحة تعتمد على مجموعة من الأدوار المحورية التي تُمكّن القائد من تحقيق التغيير الفعّال.
1. تحليل المنظمة: (فهم الوضع الحالي):
يبدأ القائد الناجح بفهم شامل للمنظمة من خلال تحليل عميق للوضع الحالي.
يشمل ذلك الجوانب الهيكلية، المالية، التشغيلية، الثقافية، والقانونية.إدراك الواقع هو الخطوة الأولى لتحديد الاتجاهات الصحيحة للتطوير واتخاذ القرارات المناسبة.
2. تحديد الأولويات: (التركيز على الأهم):
مع وجود موارد محدودة، يجب على القائد وضع أولويات واضحة بناءً على التحديات والفرص الأكثر تأثيرًا. التركيز على الأهداف الاستراتيجية القادرة على إحداث فرق ملموس يُسهم في تحقيق تقدم سريع وفعّال.
3. استشارة فريق العمل: (إشراك الخبرات):
القيادة ليست عملاً فرديًا. القائد الفعّال يشرك فريقه من خلال:
هذا النهج يُعزز الثقة ويُظهر تقدير القائد لخبرات الفريق، مما يرفع من مستوى الأداء العام.
4. تعزيز الثقافة المؤسسية: (بناء بيئة داعمة):
بجانب التحليل والتخطيط، بناء ثقافة مؤسسية داعمة للتغيير يُعد أمرًا جوهريًا. القائد الناجح يُعزز قيم المرونة، الابتكار، والمشاركة لضمان قبول التغيير واستمراريته.الثقافة القوية تمثل البيئة التي تُزهر فيها المبادرات وتتحقق فيها الاستدامة.
5. قيادة التحسين بالتعاون مع الفريق: (التغيير الجماعي):
بعد تحديد الأولويات، يبدأ القائد بعملية التحسين بالتعاون مع فريق العمل. هذا التعاون يضمن الالتزام بالخطط الموضوعة ويدعم نجاحها.التواصل المستمر وحل المشكلات فور ظهورها يُساعد في التغلب على العقبات بسرعة.
6. تقييم النتائج ومعالجة الفجوات: (مراقبة التقدم):
التحسين لا يتوقف عند التنفيذ. القائد الناجح يراجع الأداء بشكل دوري للتأكد من تحقيق الأهداف. وإذا ظهرت فجوات أثناء التنفيذ، يجب معالجتها بسرعة لتفادي تأثيرها السلبي على تقدم المنظمة.
7. التفويض بعد بناء الأساس: (التمكين المدروس):
التفويض أداة فعّالة لتوسيع نطاق القيادة، لكنه يجب أن يأتي بعد بناء أسس صلبة من التحليل والتخطيط والتنفيذ.التفويض المبكر قد يؤدي إلى:
التفويض المدروس، بعد الإشراف المبدئي، يضمن التنفيذ الصحيح واستدامة عمليات التطوير.
8. الإشراف المستمر والمتابعة: (الحفاظ على التوازن):
حتى بعد التفويض، يبقى دور القائد في الإشراف والمتابعة ضروريًا. الهدف هنا هو ضمان سير العمليات بكفاءة ودقة مع ترك مساحة كافية لفريق العمل للابتكار واتخاذ القرارات.
خاتمة:
القيادة ليست مجرد إدارة العمليات اليومية، بل هي فن هندسة التغيير لتحقيق أهداف المنظمة وخلق تأثير إيجابي ومستدام.من خلال فهم الواقع، تحديد الأولويات، تعزيز الثقافة المؤسسية، إشراك الفريق، والتقييم المستمر، يستطيع القائد بناء منظمة قادرة على مواجهة التحديات وتحقيق النمو.القيادة مسؤولية وأمانة تُقاس بمدى الأثر الإيجابي الذي نُحدثه على منظماتنا ومجتمعاتنا.
د. عبدالله بن علي العجلان
للتواصل: